"حفيد سندباد" في رحلة روائية يمنية للمستقبل
يرتحل اليمني حبيب سروري في روايته "حفيد سندباد" إلى المستقبل لينظر من خلاله إلى الماضي والحاضر، ويستشرف بعض المتغيرات التي يتوقعها، انطلاقا من الإيقاع السريع الذي بات سمة العصر الحديث، وقفزات التكنولوجيا في سباقها مع الزمن وتداعيات ذلك على حياة البشر.
بطل الرواية (الصادرة أخيرا عن دار الساقي في بيروت) عالم رياضيات وبرمجيات الحواسيب يتخذ من الأرقام ولغات البرمجة أساسا لسرد حكايته، يسبغ عليها روحا أدبية، يحررها من حيادها المفترض، يقوم برحلة في الزمن، معتمدا على قراءة الغد القريب، يرسم صورة مرعبة، حيث تجتاح الحياة الرقمية شتى التفاصيل، تقيد تحركات البشر، في محاولة للإنابة عنهم في التفكير واتخاذ القرارات ودفعهم إلى القيام بما يملى عليهم.
يصور سروري -وهو أستاذ جامعي لعلوم الكمبيوتر بفرنسا- كيف تقود الصدفة راويه المتماهي معه بداية، عام 2007 إلى العثور على جهاز حاسوب حديث ملقى بين القمامة، وباعتباره عالم حواسيب يهتم بالأمر ويسعى لفك شيفراته واكتشاف ملفاته، يتفاجأ بأن الجهاز يعود لصديقه القديم نادر الغريب، وهو باحث مغربي يعشق السفر، يكتشف فيه ذاته وهويته ووجوده، وكأنه يظل بصدد غزو العالم واكتشاف أسراره من خلال رحلاته المتجددة الدائمة في مشارق الأرض ومغاربها.